صندوق العجائب

لندن 1/12/1993

أخي الأستاذ شربل..

وصلني (صندوق العجائب) الذي تكرّمت بإرساله إليّ، وفيه براءة جائزة جبران التقديرية، والميدالية، والكأس، والمجلّة.

والحقيقة، أنك بهرتني بكل هذه الهدايا التي وصلتني من أستراليا.. وتذكّرت الزعيم جمال عبد الناصر.. في عبارته المشهورة: (إنتظرناهم من الشرق.. فجاؤوا من الغرب..)

والمبدعون العرب، ينتظرون أن يأتي تكريمهم من الصحراء.. ولكنه يأتي من جهة البحر..

فالبحر يعرف متى يطرح اللؤلؤ.. والمرجان.. والقصائد الزرقاء.

والبحر هو الذي نقل على أمواجه الحضارات من أثينا، وقرطاج، وصور.

والبحر، أخيراً، هو الذي يمنح بلا منّة، ويفيض دونما حساب.

سامحوني إذا لـم أستطع في هذه الرسالة القصيرة أن أردّ لكم بعض جميلكم، فكلمة رئيس رابطة إحياء التراث العربي الأستاذ فؤاد نمّور رائعة في شفافيتها وصدقها، وكلمة ريما الياس الطفوليّة كريستاليّة كدمعة، وقصيدتك الجميلة عنّي، هي تضوّي مثل الذهب، وعندما يكون الحب كبيراً فهو دائماً (يضوّي)..

وأقول لأخي الشاعر نعيم خوري إن الجنيّات هنّ اللواتي لعبنَ بي.. (ولست أنا الذي بالجنّ قد لعبا..)

إن الرجل يظن نفسه لاعباً.. وهو في الحقيقة ملعوب به.

فشكراً أيّها الحبيب شربل، على سرّك الجميل..

وشكراً لكل الأحبّاء الذين شاركوا في الإحتفال بيوبيلي الذهبي.. راجياً اللـه أن يمنحني القوّة، لأبقى سيف هذه الأمّة، كما كنت وردتها"..

نزار قباني
**