طيور الجنة




لندن 31/1/1994

أخي الحبيب شربل..

أمطار حبّك وحبّ الأخوة والأخوات في أوستراليا، تساقطت عليّ كالأمطار.

ليلتي أمس كانت مع شريط الفيديو، الذي تكرّمت بإرساله، فشعرت وأنا في لندن الباردة، بنار المحبّة تدفئني، وبنهر من القبلات يغسلني، وشعرت أن لي أهلاً رائعين في سيدني، أستطيع أن أدخل بيوتهم في أي وقت، وأتناول طعام العشاء عندهم في أيّ وقت، وأنام عندهم في أيّ وقت..

هكذا يجعلك الشعر مزروعاً في فضاءات هذا العالـم، ويعطيك مفاتيح كل البيوت، ويجعلك نغمة في إيقاع الكون.

لا تهتم بالناحية التقنيّة للفيديو.. فأنا كنت مهتماً بفيديو القلب.. وبتلك العصافير التي كانت تطير على المسرح.. وهي تحتضن كتابي (قالت لي السمراء).. وتزقزق كما لـم تزقزق طيور الجنّة من قبل.

أما أنت، فقد قرأت كلمتي أحسن منّي، وكنت (بشبوبيتك) وأناقتك، ووسامتك.. نجم الحفلة..

لقد أعجبني جداً شريط الكاسيت الذي أعدّته السيّدة ماري ميسي للإذاعة الحكوميّة S.B.S.

كانت السيّدة ماري ميسي تتحدّث بلغة حلوة، وبهدوء وشاعريّة، وكان إخراج الشريط وتنوّعه ولقطاته بمنتهى الجمال.

فأرجو أن تنقل إليها أطيب مشاعر الشكر والتقدير.

وأخيراً، أشكرك على قصيدتك الرقيقة جداً، والشفّافة جداً، والعاشقة جداً، التي كرّمتني بها، وأدّتها الغالية ريما الياس. فلها ولرفيقاتها العزيزات قبلات الشعر، وقبلاتي.

لقد كنتم جميعاً رائعين.. في حبّكم.. ورائعين في كلماتكم.. فسامحوني إن لـم أكن على مستوى حبّكم العظيـم"..

نزار قباني
**